المركز البهائي العالمي — المركز البهائي العالمي- دعا بيت العدل الأعظم إلى بناء دار عبادة (مشرق أذكار) بهائيّة جديدة في الفلبين، تعزيزًا للرؤية التي ترى في المعابد منارات تشع بالحيوية الروحية وتشكل محورًا للحياة المجتمعية.
يأتي هذا الخبر في صدد البيانات التي صدرت في أبريل/نيسان 2023 وأكتوبر/تشرين الأول 2024، التي تمّ خلالها الإعلان عن ستّة مواقع إضافية سيتم فيها إنشاء مشارق أذكار وهي: البرازيل، والكاميرون، وكندا، وملاوي، ونيبال، وزامبيا. وتُسلّط هذه التّطورات بمجموعها الضوء على جهود المجتمع البهائي العالمي في إنشاء فضاءات تُشجّع على التّأمل العميق في الهدف الأسمى للإنسانية وتُلهم العمل الجماعي من أجل الصالح العام.
تُشير الكتابات البهائية إلى دار العبادة بمصطلح "مشرق الأذكار"، والذي يعني "المكان الذي يتم فيه ذكر الله وترفع فيه أكف الدعاء مع شروق كل يوم جديد". وتُمثّل هذه المعابد البهائية تصوّرًا جديدًا لفضاءات العبادة، فهي ليست فقط أماكن للصلاة والتّأمل، بل هي أيضًا مراكز يتجلى فيها التّوافق بين العبادة وخدمة الإنسانية بصورة عمليّة.
تبرز مشارق الأذكار في مختلف أنحاء العالم نتيجة لتسارع نمو المجتمعات البهائية. ففي هذه المجتمعات، تُسهم الروح التّعبديّة المتنامية وجلسات الدعاء في تعزيز الوئام الاجتماعي. وتتكامل هذه اللقاءات مع البرامج التعليمية التي تنمّي القدرات للإسهام في رفاه البشرية، مما يخلق تفاعلًا ديناميكيًا بين العبادة وخدمة المجتمع.
ومع اندماج هذا الإيقاع من العبادة والخدمة في نسيج الحياة المجتمعية، تتكشف تحوّلات عميقة: فالأفراد الذين كانوا يمرّون ببعضهم البعض كغرباء، يبدؤون في السير معًا كأصدقاء على دربٍ أخلاقي وروحيّ مشترك. ومن خلال تجربة الدعاء والتأمل الجماعي، تتقارب القلوب وتتكوّن روابط صداقة حقيقية تتجاوز الحواجز الاجتماعية المتجذّرة. فما يبدأ كلقاء بسيط للدعاء، يتحوّل إلى فضاء تتواصل فيه الأرواح في سعيها المشترك نحو المعنى والغاية، حيث تصبح آمال المجتمع وتحدياته موضع اهتمام الجميع.
ومع مرور الوقت، ومع استمرار اتساع هذه القدرة على الخدمة، يتحقق في نهاية المطاف طور جديد ومتميّز يتمثل في نشوء مشرق الأذكار. فتصبح هذه الأبنية المقدسة نقاطًا محورية لمستويات أعلى من النشاط، تؤدي بدورها إلى تطورات اجتماعية وإنسانية وتعليمية، وتسهم في رفاه السكان المحيطين بها.