الإمارات العربية المتحدة: الاعتراف بالشّباب كفاعلين أساسيّين في التّغيير الاجتماعيّ البنّاء
أبوظبي، الإمارات العربية المتحدة — تناول المؤتمر الدّوليّ الثّاني لحوار الحضارات والتّسامح الّذي عُقد مؤخّرًا في أبو ظبي، الدّور الحيويّ الّذي يمكن أن يلعبه الشّباب في بناء مجتمعٍ أكثرَ تماسكًا وسلامًا.
و قد قام الدّكتور ديفيد روتستاين، الأمين العام للجامعة البهائيّة العالميّة، في كلمتِه أمام الجلسة العامَّة، بالتّأكيد على "تزايد وعي الشَّباب، المتحرِّرين من قيود الأفكار الّتي عفا عليها الزَّمان، بمفهوم وحدةِ الإنسانيَة وترابط شُعوبِها."
جمع المؤتمر، الّذي عُقد تحت رعاية معالي الشّيخ نهيان مبارك آل نهيان، وزير التّسامح والتّعايش في دولة الإمارات العربيّة المتّحدة ومركز باحثي الإمارات للبحوث والدراسات، أكثر من 3,000 من الأكاديميّين وممثّلي المجتمعات الدّينيّة وصنّاع السّياسات وممثّلي المجتمع المدنيّ من 112 دولة.
أكّد الدّكتور روتستاين على المبدأ الرّوحيّ لوحدة الإنسانيَّة قائلًا: "إنّ البشريّة من أصل واحد وتتكوّن من أشخاص يتمتّعون بتنوّع لا محدود ويعيشون في مجتمعات وثقافات مختلفة، وجميعهم يسكنون في نفس الكوكب الجميل."
وواصل حديثه بالتّأكيد على أنّ: "التّقييم الموضوعيّ للحقائق البيئيّة والاقتصاديّة والسّياسيّة الحاليّة يُظهر الجانب المترابط لوجودنا والوحدة المتأصّلة لإنسانيتنا وتكامُلنا. إنّ قبول هذه الحقيقة من المتطلّبات الأساسيّة لتشييد مجتمع عالميّ متّحد."
كما أشار الدّكتور روتستاين إلى أنّه، بالرّغم من ميل الشّباب إلى تبنّي مفهوم الوحدة، "لا يزال يُنظر إلى الشّباب في كثير من الأحيان على أنّهم يشكّلون تهديدًا أو مشكلات ينبغي التعامل معها. حتّى الجهود المؤسّساتيّة ذات النّوايا الحسنة المصمّمة لتطوير قدراتهم غالبًا ما تحصر مشاركتهم في قضايا محدّدة بدلاً من التّحدّيات المجتمعيّة الأوسع."
وأشار إلى أنّ "حوالي 40% من سكّان العالم تقلّ أعمارهم عن 24 عامًا"، وأنّ "الاعتراف بهذه الإمكانات وشحذها يمكن أن يؤدّي إلى أنماط جديدة من التّفاعل بين الأجيال"، لكنّ "هذا يتطلّب عملية إعادة تفكير عميقة في المواقف والافتراضات المتعلّقة بالشّباب."
في عرضه، شارك الدكتور روتستاين كيف تُجسّد المبادرات البهائيّة لبناء المجتمعات حول العالم هذه الرّؤية في واقع عملي، قائلًا: "لقد تناول المجتمع البهائيّ هذه الأسئلة من خلال مبادرات مجتمعيّة يُشكّل فيها التّدريب عنصرًا محوريًا. وتُعدّ هذه البرامج التّعليمية، المفتوحة للجميع بغضّ النظر عن خلفياتهم، وسيلة لتطوير المهارات العمليّة، إلى جانب تعزيز المواقف والقناعات المتعلّقة بنوعية الأفراد الذين يطمحون لأن يكونوا — أفرادًا يسهمون في بناء عالم يسوده السّلام والعدل.
أوضحت الدكتورة رؤيا ثابت، عضو مكتب الشّؤون العامّة للبهائيّين في دولة الإمارات العربيّة المتّحدة الّتي حضرت هذا الحدث، في حديث مع BWNS، كيف توفّر هذه المبادرات التّعليميّة الأخلاقيّة بيئات يمكن للشّباب من خلالها توجيه طاقاتهم نحو التّغيير البنّاء.
"كما استطردت أنّ "ما يميّز فترة الشّباب عن المراحل الأخرى من الحياة هو الشّجاعة والمرونة والطّاقة، إلى جانب الحماس لإحداث تغيير اجتماعيّ بنّاء. يمتلك الشّباب حسًّا عاليا بالعدالة والتّحفيز ليكونوا في طليعة المبادرات البنّاءة."
سلّط الدّكتور روتستاين الضّوء على التّحوّل الّذي يترسّخ في نفوس الشّباب عندما يتأمّلون ويتباحثون مع أقرانهم في سُبل تطبيق المبادئ الرّوحيّة. وأضاف: "عندما يستوعب الشّباب مبدأ الوحدة، ينشأ لديهم توق عميق لخدمة مجتمعهم، ويُلهَمون لإحداث تغيير، لا في حيّهم فحسب، بل في المجتمع الأوسع، بطرق ذات أثر ملموس."
يمكن مشاهدة المداخلة الكاملة للدّكتور روتستين هنا.