قمة المستقبل: بيان الجامعة البهائية العالمية يدعو القادة إلى إعادة تصور النظام العالمي
الجامعة البهائية العالمية في نيويورك — مع استعداد قادة العالم لقمة المستقبل التي ستُعقد في وقت لاحق من هذا الشهر، أصدرت الجامعة البهائية العالمية بيانًا بعنوان "تبنّي الترابط: أُسسٌ لعالم في مرحلة انتقالية". يؤكد البيان على الفرصة العميقة والضرورة الحيوية للمجتمع الدولي لوضع ترابط البشرية في صميم أنظمة الحوكمة العالمية.
يُقرّ البيان بالخطوات الكبيرة الذي أُحرزت منذ تأسيس الأمم المتحدة، معترفًا بها كرمز لتطلّع البشرية إلى السلام. ومع ذلك، يُشير البيان إلى أن حجم وتعقيد التحديات العالمية يتجاوزان بسرعة فائقة تطور الأنظمة المُصمّمة لمعالجتها.
قال السيد دانيال بيريل، ممثل الجامعة البهائية العالمية في مكتب نيويورك: "إنها لحظة هامة في التاريخ الجماعي للبشرية، لحظة تدعونا إلى إدراك أن مسارنا الحالي لم يعد طريقاً سويًا إلى المستقبل".
وأضاف السيد بيريل: "نرى ذلك في طريقة مداولاتنا في الشؤون الدولية، وفي كيفية تعاملنا مع كوكب الأرض، وفي الطريقة التي نعرّف بها التقدّم، وفي علاقاتنا مع بعضنا البعض—وتقريبًا في كل جانب من جوانب الوجود، نحتاج إلى مقاربات جديدة وكذلك إلى فهم جديد لكيفية تصوّرنا للتقدّم".
يدعو البيان أصحاب القرار في الشؤون الدولية إلى النظر في تداعيات مبدأ تنظيمي مركزي بديل—وهو وحدة الجنس البشري. ويقول البيان: "بدون القبول الكامل لهذا المبدأ، سيبقى السلام والازدهار الدائمين أملًا بعيد المنال، وحتى أنظمة الحوكمة العالمية ستميل إلى تعزيز الانقسام، وتعميق أوجه عدم المساواة، وتقديم مصالح مجموعات معينة على الصالح العام للجميع".
وأضافت السيدة ليليان نكونزيما، ممثلة أخرى للجامعة البهائية العالمية، أنه "ليس هناك نقص في الاقتراحات والتوصيات المتعلقة بالإصلاح المؤسسي. لكل منها فوائد محتملة، إلا أن هذه اللحظة تتطلب شيئاً أكبر—فهي تتطلب مجموعة من الافتراضات الأساسية الجديدة إذا أردنا تحقيق سلام ووئام دائمين. إن اعتناق الترابط يدعونا جميعًا في الساحة الدولية إلى النظر في مقاربات جديدة تلبي الاحتياجات الحقيقية لعصرنا".
يستكشف بيان الجامعة البهائية العالمية العديد من العناصر الرئيسية لإطار عمل مشترك قائم على القبول غير المشروط لترابط البشرية، وهي: هوية مشتركة تتجاوز الحدود الوطنية مع تقدير للتنوع الثقافي؛ مفهوم موسع للعدالة يعزز الوحدة والرفاه؛ ومقاربات جديدة للقيادة تعطي الأولوية للمصلحة الجماعية للبشرية.
مع اقتراب موعد قمة المستقبل، تدعو الجامعة البهائية العالمية المشاركين في المنتدى العالمي وفي الفعاليات التي تليه إلى "الانضمام معًا إلى عملية تعلم جماعية عميقة"، ووضع الافتراضات القديمة جانبًا، والتشاور معًا بحثًا عن حلول مناسبة. يدعو البيان إلى مجهود جماعي لإعادة تشكيل مستقبل النظام العالمي، ويختتم بالقول: "إن وضع أسس راسخة يمكن الاعتماد عليها لبناء مستقبلنا هو تحدٍ جماعي. إنه الفصل التالي في قصتنا المشتركة نحو مستقبل عادل ومتناغم".
ستواصل الجامعة البهائية العالمية استكشاف هذه المواضيع كجزء من مساهماتها المستمرة في الحوار حول الحوكمة العالمية.